يت ا زيد حجم الأدلة المتوفرة على أهمية المهارات الشخصية في توقع النتائج الطويلة الأجل التي يمكن تحقيقها على مستوى الحياة، على غ ا رر النتائج في سوق العمل والسلوكيات الاجتماعية والصحية أيضًا )هكمان Heckman وآخرون، 2006 ؛ كاتز Kautz وآخرون، 2014 (. والمها ا رت الشخصية هي مجموعة واسعة من المها ا رت والسلوكيات والصفات الشخصية التي تمكّن الناس من التعامل بفعالية مع بيئتهم والتواصل بشكل جيد مع الآخرين وتقديم الأداء الجيد وبلوغ أهدافهم. وتنطبق هذه المها ا رت على القطاعات المختلفة وتشكل مكمّلاً لمها ا رت مكتسبة أخرى كالمها ا رت التقنية والأكاديمية. بالرغم من الاعت ا رف منذ زمن بعيد بمردود المها ا رت المعرفية والتقنية، تفيد المؤلَفات الحديثة أن المها ا رت الشخصية تضاهي المها ا رت المعرفية في قدرتها على التنبؤ بنتائج إيجابية. وتشير الأدلة إلى أن المها ا رت الشخصية أكثر مرونةً من المها ا رت المعرفية لدى الم ا رهقين والشباب البالغين )هكمان وآخرون، 2006 ؛ كاتز وآخرون، 2014 .)

بالرغم من ت ا زيد الاهتمام بهذا الموضوع، ما من إجماع واضح حول المها ا رت الشخصية التي يرجَّح أن تعود بالفائدة الكبرى على الشباب، وأيضًا حول مدى تشابه هذه المها ا رت أو اختلافها بين مجالات النتائج الرئيسية. من هنا، يهدف هذا التقرير إلى تحديد المها ا رت الشخصية الأساسية التي تستطيع تحقيق نتائج إيجابية في المجالات المهمة من حياة الشباب، بما في ذلك نجاح القوى العاملة، اولوقاية من العنف، والصحة الجنسية والإنجابية. وتنصّ الفرضية التي اختبرها هذا البحث على وجود مجموعة مشتركة من المها ا رت الشخصية التي تؤدي إلى نتائج إيجابية في عدة مجالات مختلفة . ينطلق هذا البحث من الجهود السابقة التي بذلتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لفهم الأدلة حول قدرة المها ا رت الشخصية على التنبؤ بنجاح القوى العاملة )انظر ليبمان Lippman وآخرون، 2015 (. فنظ رت ليبمان وزملاؤها ) 2015 ( في العلاقة بين المها ا رت الشخصية والنتائج الرئيسية على صعيد القوى العاملة، بما في ذلك التوظيف والأداء في الوظيفة والأجور ونجاح مشاريع الأعمال، مع التركيز بشكل خاص على العاملين الشباب والمبتدئين. ونتيجةً لهذا التحليل، وجد المؤلفون خمس مها ا رت شخصية جوهرية يمكن للب ا رمج الدولية للتنمية الشبابية أن تستهدفها بصورة مشتركة لتحسين نتائج القوى العاملة. وقد توصّ ل التقرير إلى أن المها ا رت الشخصية التي لها الأرجحية الكبرى بزيادة حظوظ الشباب بالنجاح في كل نتائج القوى العاملة الرئيسية تشمل كلاً من ضبط النفس ومفهوم الذات الإيجابي والمها ا رت الاجتماعي ة والتواصل ومها ا رت التفكير العليا. إضافةً إلى تنمية القوى العاملة، كان لموضوع الوقاية من العنف والصحة الجنسية والإنجابية نصيبه الكبير من اهتمام الب ا رمج الدولية للتنمية الشبابية والجهات المانحة، ومن ضمنها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. إذ تقوم الجهات المانحة باستثما ا رت كبيرة لدعم الشباب، لا سيما في البيئات المتأثرة بالن ا زع وفي المناطق التي لا ت ا زل معدلات الخصوبة و/أو معدلات الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري فيها مرتفعةً بين الم ا رهقين. وقد أجرت هذه الد ا رسة م ا رجعة مكثف ة للمؤلفات المتعلقة بالمها ا رت الشخصية من حيث علاقتها بالمجالين قيد البحث، ساعيةً في نهاية المطاف إلى اكتساب معرفة أفضل بالمها ا رت الشخصية صفحة 2 من 96 التي تساهم بفعالية أكبر من سواها في تحقيق النتائج الإيجابية للشباب في كل مجالات النتائج الثلاثة هذه. وتم إيجاد ثلاث مها ا رت تحظى بدعم قوي في كل النتائج الثلاثة – وهي مفهوم الذات الإيجابي وضبط النفس والمها ا رت الاجتماعية – فيما برزت مها ا رت إضافية اعتُبرت جوهرية لمجا ل أو مجالَين من مجالات النتائج الثلاثة . اطّلع مؤلفو هذه الد ا رسة على عدة موارد مختلفة كالد ا رسات التجريبية الدقيقة اوستع ا رضات التحليلات المتعددة )المعروفة بالتحليلات التلوية( وم ا رجعات المؤلَفات اولمؤلَفات النوعية، اوستشا روا أيضًا الخب ا رء في هذا المجال، من بينهم الممارسين والباحثين. وبالنتيجة، تضمّ نت الأدلة التي تم جمعها موارد درست العلاقة بين المها ا رت الشخصية ونتائج الوقاية من العنف، بما في ذلك السلوك العدواني العام والتنمر والتنمر الإلكتروني والج ا رئم العنيفة والعنف المرتبط بالجماعات والعصابات وعنف الشريك الحميم. كما جُمعت موارد حللت العلاقة بين المها ا رت الشخصية والنتائج الرئيسية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك السلوكيات الجنسية الخطرة والوقائي ة والحمل والولادة وفيروس العوز المناعي البشري اولعدوى المنقولة جنسيًا والعنف القائم على النوع الاجتماعي . تبنّى هذا التقرير التعريفات التي وضعتها ليبمان وزملاؤ ها ) 2015 ( وحاول مواءمتها مع المصطلحات المستخدمة في مجالَ ي الوقاية من العنف والصحة الجنسية والإنجابية. وإذ سعت المنهجية المتبعة لتفحص المؤلَفات إلى استخلاص الاستنتاجات عن المها ا رت الشخصية المدعومة بالقدر الأكبر من الأدلة داخل المجالات وفي ما بينها، اتبعت هي أيضًا المنهجية والإج ا رءات التي استخدمتها ليبمان و زملاؤها ) 2015 (. وقد هدفت هذه المقاربة إلى ضمان الاتساق وقابلية المقارنة بي ن المجالات المختلفة، وناقشت التحديات التي برزت عند دمج المصطلحات في المجالات المختلفة وتضمين الاعتبا ا رت الإقليمية والجنسانية والعم رية . بعد الانتهاء من تجميع الأدلة، اعتُمدت مجموعة معايير للتوصل إلى قائمة بالمها ا رت الموصى بها. وتضمنت تلك المعايير كلاً من نطاق الأبحاث وجودتها، وتأييد الجهات المعني ة، وتنوع الد ا رسات من الناحية الإقليم ية، ومرونة المها ا رت الشخصية )أي قابلية تحسينها(. ونتيجة لذلك، حظيت المها ا رت الموصى بها بدع م قوي ومتنوع من المؤلَفات وأصحاب المصلحة، وجاءت ملائمة للنمو ويمكن اكتسابها بين عمر 12 و 29 سنة .

Discuss

Your name